في قلب كل أب، تكمن رغبة فطرية عميقة في أن يكون جزءًا لا يتجزأ من حياة أطفاله، يرعاهم، ويوجههم، ويوفر لهم الأمان والاستقرار. ولكن، بعد الانفصال أو الطلاق، قد يجد الأب نفسه أمام تحدٍ قانوني ونفسي كبير، وهو المطالبة بحضانة صغاره. إن دعوى ضم حضانة الأب للصغار ليست مجرد إجراء قانوني، بل هي رحلة لإثبات الأحقية والأهلية، وتأكيد على أن مصلحة الطفل الفضلى تكمن في كنفه ورعايته. لقد أولى المنظم السعودي، مستمدًا أحكامه من سماحة الشريعة الإسلامية، اهتمامًا بالغًا بمصلحة المحضون، وجعلها المعيار الأسمى الذي يدور حوله حق الحضانة وجودًا وعدمًا.
قد يعتقد الكثيرون أن الحضانة هي حق مطلق للأم، ولكن نظام الأحوال الشخصية السعودي الجديد جاء ليؤكد على مفاهيم العدالة وتوازن الأدوار، وفتح الباب واسعًا أمام الآباء للمطالبة بحقوقهم في رعاية أطفالهم متى توفرت الشروط التي تضمن تحقيق المصلحة العليا للصغير. إن فهم الإجراءات والشروط والحالات التي تنتقل فيها الحضانة للأب هو الخطوة الأولى نحو خوض هذه الدعوى بثقة واقتدار. في هذا المقال الشامل، الذي يقدمه لكم مكتب فيصل الحارثي للمحاماة، سنسلط الضوء على كافة جوانب دعوى ضم حضانة الأب للصغار، ونقدم لكم دليلاً إرشاديًا واضحًا يساعدكم على فهم حقوقكم والإجراءات اللازمة للمطالبة بها، لنكون لكم السند القانوني في هذه المرحلة الدقيقة من حياتكم.
متى يخير الطفل في الحضانة في السعودية
إن وصول الطفل إلى سن التخيير يمثل مرحلة مفصلية في قضايا الحضانة، حيث يمنحه النظام الحق في التعبير عن رغبته، ولكن ضمن ضوابط محددة تضمن أن يكون اختياره نابعًا من إرادة حرة وواعية.
-
نص نظام الأحوال الشخصية السعودي على أن للقاضي أن يخير المحضون في الإقامة لدى أحد والديه بعد إتمامه سن الخامسة عشرة.
-
لا يعتبر تخيير الطفل أمرًا إلزاميًا للقاضي في كل الحالات، بل هو سلطة تقديرية يمارسها القاضي إذا رأى أن مصلحة المحضون تقتضي ذلك، وبعد التأكد من قدرة الطفل على الاختيار السليم.
-
يحرص القاضي قبل تخيير الطفل على التأكد من عدم وجود أي ضغوط أو تأثير على الطفل من قبل أحد الوالدين لتوجيه اختياره، وقد يستعين بالخبراء الاجتماعيين والنفسيين لتقييم حالة الطفل.
-
حتى لو اختار الطفل أحد والديه، فإن هذا الاختيار ليس ملزمًا للمحكمة بشكل مطلق، فإذا رأى القاضي أن مصلحة المحضون في خلاف ما اختاره، فإنه يحكم بما يراه محققًا لهذه المصلحة.
-
الهدف من التخيير ليس تلبية رغبة الطفل فحسب، بل هو وسيلة يستأنس بها القاضي للوصول إلى القرار الأمثل الذي يضمن للطفل بيئة صحية ومستقرة نفسيًا وجسديًا.
دعوى ضم حضانة الأب
تعتبر دعوى ضم حضانة الأب للصغار الوسيلة النظامية التي يلجأ إليها الأب للمطالبة بنقل حضانة أطفاله من الأم أو من الحاضن الحالي إليه، وذلك عند توفر الأسباب والمبررات التي تجعل منه الحاضن الأصلح لرعايتهم.
-
هي دعوى قضائية تُرفع أمام محكمة الأحوال الشخصية المختصة، يطلب فيها الأب الحكم له بحضانة أبنائه بشكل دائم أو مؤقت حسب ظروف القضية.
-
تقوم هذه الدعوى على أساس إثبات أن مصلحة الأطفال الفضلى تقتضي أن يكونوا في حضانة أبيهم، وأن بقاءهم مع الحاضن الحالي يلحق بهم ضررًا أو يفوت عليهم مصلحة.
-
لا تقتصر أسباب رفع الدعوى على سقوط حق الأم في الحضانة فقط، بل يمكن أن تُرفع بناءً على تغير الظروف، كأن يصبح الأب هو الخيار الأفضل لتوفير بيئة تعليمية أو صحية أو اجتماعية للصغار.
-
تتطلب دعوى ضم حضانة الأب للصغار تقديم الأدلة والبراهين القوية التي تدعم موقف الأب، مثل شهادة الشهود، والتقارير الطبية، والمستندات الرسمية، وأي قرائن أخرى تثبت أهليته وصلاحيته.
-
إن نجاح هذه الدعوى يعتمد بشكل كبير على مدى القدرة على إقناع المحكمة بأن انتقال الحضانة إلى الأب هو القرار الذي يحقق أكبر قدر من النفع والاستقرار للمحضون.
شروط حضانة الأب للأطفال
لكي يحكم القاضي للأب بحضانة أطفاله، يجب أن تتوافر فيه مجموعة من الشروط الأساسية التي تضمن قدرته على القيام بواجبات الرعاية والتربية على أكمل وجه.
-
القدرة المالية: يجب أن يكون الأب قادرًا على الإنفاق على المحضون وتوفير كافة احتياجاته الأساسية من مأكل وملبس ومسكن وعلاج وتعليم، بما يليق بحال أمثاله.
-
السلامة من الأمراض المعدية والخطيرة: يجب أن يكون الأب سليمًا من أي أمراض معدية أو خطيرة قد تنتقل إلى الطفل أو تعيقه عن رعايته والقيام بشؤونه.
-
الأمانة وحسن الخلق: يجب أن يكون الأب أمينًا على الطفل، مشهودًا له بحسن السيرة والسلوك، وأن لا يكون معروفًا بالفسق أو الانحراف الأخلاقي الذي قد يؤثر سلبًا على تربية الصغير.
-
توفير من يقوم برعاية الطفل من النساء: وهو شرط هام جدًا، خصوصًا في حضانة الأطفال الصغار. يجب أن يكون لدى الأب من يقوم بشؤون الطفل من النساء، كأن تكون لديه زوجة أخرى، أو أن تقيم معه والدته (جدة الأطفال) أو أخته، لتوفير الرعاية الأنثوية التي يحتاجها الطفل في هذه المرحلة.
-
العقل والبلوغ: يجب أن يكون الأب عاقلاً بالغًا، فلا حضانة لمجنون أو صغير، لأنهما في حد ذاتهما يحتاجان إلى من يرعاهما.
-
عدم وجود نزاع بينه وبين المحضون: يجب أن تكون العلاقة بين الأب والطفل طبيعية، وأن لا يكون هناك عداء أو نزاع ظاهر قد يؤثر على نفسية المحضون.
خطوات دعوى ضم حضانة الأب للاطفال
إن سلوك المسار القضائي للمطالبة بالحضانة يتطلب اتباع خطوات إجرائية منظمة، والاستعانة بمكتب محاماة متخصص مثل مكتب فيصل الحارثي يضمن أن تتم هذه الخطوات بشكل سليم وفعال.
-
محاولة التسوية الودية: قبل اللجوء للقضاء، يُنصح دائمًا بمحاولة حل الأمر وديًا مع الأم أو الحاضن الحالي، أو عبر “مركز المصالحة” التابع لوزارة العدل، فالحلول الودية هي الأفضل دائمًا للحفاظ على نفسية الأطفال.
-
تجهيز المستندات والأدلة: يقوم الأب بجمع كافة الوثائق اللازمة مثل صك الطلاق، وشهادات ميلاد الأطفال، وما يثبت قدرته المالية (تعريف بالراتب، كشف حساب)، وما يثبت توفير مسكن مناسب، وأي تقارير طبية أو شهادات تدعم موقفه.
-
إعداد صحيفة الدعوى: يقوم المحامي بصياغة صحيفة الدعوى بشكل دقيق، يوضح فيها بيانات الطرفين، ووقائع الدعوى، والأسباب التي يستند إليها الأب في طلبه لضم الحضانة، مع تدعيمها بالأدلة والأساس النظامي.
-
رفع الدعوى عبر بوابة ناجز: يتم تقديم صحيفة الدعوى ومرفقاتها إلكترونيًا عبر بوابة “ناجز”، وهي المنصة الرسمية لرفع الدعاوى في السعودية، مما يسهل ويسرع من الإجراءات.
-
حضور الجلسات القضائية: بعد قيد الدعوى، يتم تحديد مواعيد للجلسات. يتولى المحامي حضور هذه الجلسات وتقديم الدفوع والمرافعات، والرد على ادعاءات الطرف الآخر، وتقديم الشهود والأدلة أمام القاضي.
-
متابعة تنفيذ الحكم: بعد صدور الحكم لصالح الأب بضم الحضانة، يتولى المحامي متابعة إجراءات تنفيذه لدى محكمة التنفيذ في حال امتناع الطرف الآخر عن تسليم الأطفال طواعية.
كيف ارفع دعوى حضانة؟
إن عملية رفع دعوى الحضانة، سواء كانت دعوى حضانة أصلية أو دعوى ضم حضانة الأب للصغار، أصبحت اليوم تتم بشكل إلكتروني ميسر من خلال منصة وزارة العدل.
-
الخطوة الأولى تبدأ بالدخول إلى بوابة ناجز الإلكترونية باستخدام حساب النفاذ الوطني (أبشر).
-
بعد الدخول، تختار من قائمة الخدمات الإلكترونية “القضاء”، ثم “صحيفة الدعوى”.
-
تقوم باختيار تصنيف الدعوى الرئيسي “أحوال شخصية”، ثم التصنيف الفرعي “دعاوى الحضانة والزيارة والنفقة”.
-
ستقوم بتعبئة بيانات المدعي (وهو الأب في حالة دعوى الضم)، وبيانات المدعى عليه (وهي الأم أو الحاضن الحالي).
-
تقوم بكتابة موضوع الدعوى ووقائعها وطلباتك بشكل واضح في الخانات المخصصة لذلك، أو إرفاق صحيفة الدعوى التي أعدها لك المحامي.
-
تقوم بإرفاق كافة المستندات والأدلة المطلوبة كملفات إلكترونية.
-
بعد المراجعة، تقوم بتقديم الطلب، وسيصلك رقم الدعوى ورسالة تفيد بقيدها وتحديد موعد الجلسة الأولى.
-
على الرغم من سهولة الإجراءات التقنية، إلا أن صياغة محتوى الدعوى بشكل قانوني سليم هو أمر حاسم، وهنا تكمن أهمية الاستعانة بمحامٍ متخصص من مكتب فيصل الحارثي.
متى يحق للأب حضانة البنت في السعودية؟
لقد وضع نظام الأحوال الشخصية ضوابط محددة لانتقال حضانة البنت إلى أبيها، مع مراعاة طبيعة البنت وحاجتها في مختلف مراحلها العمرية.
-
الأصل أن حضانة الأطفال تكون للأم، ولكن يحق للأب رفع دعوى ضم حضانة الأب للصغار والمطالبة بحضانة ابنته في حال سقوط حق الأم في الحضانة.
-
يسقط حق الأم في الحضانة إذا تزوجت من رجل أجنبي عن المحضون (أي غير محرم للبنت)، ما لم تقتض مصلحة المحضون خلاف ذلك حسب تقدير القاضي.
-
يحق للأب حضانة ابنته إذا ثبت عدم أهلية الأم للحضانة، كأن تكون مصابة بمرض خطير أو نفسي يمنعها من رعاية ابنتها، أو أن تكون معروفة بسوء السلوك والانحراف الأخلاقي.
-
تنتقل الحضانة للأب أيضًا إذا أهملت الأم رعاية ابنتها بشكل واضح، كأن تتركها بمفردها لفترات طويلة أو تهمل في نظافتها أو صحتها أو تعليمها.
-
إذا وصلت البنت إلى سن التخيير (15 عامًا)، واختارت الإقامة مع والدها، ورأى القاضي أن في ذلك مصلحة لها، فإنه يحكم بانتقالها إلى حضانة أبيها.
-
في كل الأحوال، يبقى المعيار الأساسي هو “مصلحة المحضون الفضلى”، فالقاضي يبحث عن البيئة الأكثر أمانًا واستقرارًا وصلاحًا للبنت.
متى يحق للأب حضانة الولد في السعودية؟
تتشابه حالات حضانة الأب للولد مع حالات حضانته للبنت في معظم الأسباب الموجبة لسقوط حضانة الأم، مع بعض الفروقات التي تراعي طبيعة الولد واستعداده لمراحل الرجولة.
-
يحق للأب أن يطالب بحضانة ابنه متى سقطت أهلية الأم للحضانة، كزواجها من أجنبي عن المحضون، أو إثبات عدم صلاحيتها للقيام بواجبات الرعاية والتربية.
-
إذا ثبت إهمال الأم الجسيم في تربية الولد، كأن تسمح له بالانخراط مع رفقاء السوء أو تهمل في متابعته دراسيًا وسلوكيًا، فإن هذا يعتبر سببًا قويًا لرفع دعوى ضم حضانة الأب للصغار.
-
تنتقل الحضانة للأب إذا انتقلت الأم للإقامة في مكان بعيد يصعب معه على الأب القيام بواجباته كوالٍ والإشراف على ابنه ومتابعة شؤونه.
-
إذا منع الحاضن (الأم) الأب من رؤية ابنه المحضون ثلاث مرات متتالية بعد صدور حكم بالزيارة، فيجوز للقاضي أن ينذر الحاضن، فإن تكرر الأمر منه جاز له الحكم بنقل الحضانة إلى الطرف الآخر.
-
عندما يبلغ الولد سن التخيير ويختار العيش مع أبيه، ورأى القاضي أن هذا الاختيار في مصلحته ويساعد على تنشئته تنشئة سليمة، فإنه غالبًا ما يحكم له بذلك.
حالات تسقط بها حضانة الأب
كما أن للأم حالات تسقط بها حضانتها، فإن الأب أيضًا إذا تولى الحضانة ثم طرأ عليه ما يجعله غير صالح لها، فإن حضانته تسقط وتنتقل لمن يليه في الترتيب.
-
تسقط حضانة الأب إذا فقد أحد شروط الحضانة التي ذكرناها سابقًا، كأن يصاب بمرض خطير ومعدٍ، أو يفقد قدرته المالية على الإنفاق على الصغار.
-
إذا ثبت على الأب الحاضن انحرافه الأخلاقي أو انشغاله بملذاته عن رعاية أطفاله، فإن هذا سبب كافٍ لسقوط حضانته.
-
تسقط حضانته إذا لم يعد يوفر الرعاية النسائية اللازمة لأطفاله، كأن يتوفى من كان يقوم برعايتهم من النساء (كالجدة أو العمة) ولم يجد بديلًا صالحًا.
-
إذا ثبت أنه يعامل الأطفال بقسوة وعنف يلحق بهم ضررًا جسديًا أو نفسيًا، فإن حضانته تسقط فورًا.
-
إذا منع الأم من حقها في رؤية أطفالها المحضونين لديه بعد صدور حكم بالزيارة، وتكرر منه ذلك، فيمكن أن يكون هذا سببًا لنقل الحضانة منها إليه.
متى يحكم القاضي بالحضانة للاب؟
إن حكم القاضي هو تتويج لمرافعات وأدلة، وقراره بمنح الحضانة للأب لا يصدر إلا بعد تمحيص دقيق وتأكد تام من تحقق المصلحة العليا للصغير.
-
يحكم القاضي بالحضانة للأب إذا نجح الأب في إثبات دعواه بالأدلة القاطعة، وأثبت أن الحاضن الحالي غير مؤهل أو غير صالح لرعاية المحضون.
-
يصدر الحكم لصالح الأب إذا قدم بينة قوية على أن البيئة التي سيوفرها للأطفال هي الأفضل من حيث الاستقرار المادي والاجتماعي والتعليمي والنفسي.
-
يحكم القاضي بالحضانة للأب إذا أثبت أن الأم تمنعه من رؤية أولاده بشكل متكرر ومتعمد، مما يضر بالعلاقة بين الأب وأبنائه ويعتبر إخلالًا بواجبات الحضانة.
-
إذا كانت الأم كثيرة الخروج وتهمل في متابعة شؤون أطفالها، وقدم الأب ما يثبت ذلك، وقدم في المقابل ما يثبت توفيره للرعاية اللازمة، فإن القاضي قد يحكم له بالحضانة.
-
يستأنس القاضي بتقارير الخبراء الاجتماعيين والنفسيين من “وحدة الحماية الأسرية” أو غيرها من الجهات، فإذا أوصت التقارير بأن بقاء الأطفال في حضانة الأب هو الأصلح لهم، فإن هذا يرجح كفة الأب بشكل كبير.
صيغة دعوى ضم حضانة الأب.
تعتبر صياغة صحيفة الدعوى هي الركيزة الأساسية للقضية، وأي خطأ أو نقص فيها قد يؤدي إلى رفض الدعوى. لذلك، فإن صياغتها من قبل محامٍ متخصص من مكتب فيصل الحارثي أمر لا غنى عنه. وفيما يلي توضيح للمكونات الأساسية التي تتضمنها دعوى ضم حضانة الأب للصغار:
-
بيانات أطراف الدعوى: تبدأ الصحيفة بتحديد “المدعي” وهو (اسم الأب الكامل، رقم هويته، عنوانه، بيانات التواصل)، و”المدعى عليها” وهي (اسم الأم أو الحاضن الحالي، ورقم هويتها، وعنوانها).
-
موضوع الدعوى: يتم تحديد الموضوع بشكل موجز وواضح، وهو “دعوى ضم حضانة الصغار (تذكر أسماؤهم)”.
-
وقائع الدعوى: وهو الجزء الأهم، حيث يسرد المحامي قصة النزاع بشكل متسلسل ومنطقي، مبينًا تاريخ الزواج والطلاق، وأسماء الأطفال وتواريخ ميلادهم، ومن هو الحاضن الحالي. ثم يتم التركيز على سرد الأسباب والمبررات التي دفعت الأب لرفع الدعوى، مع تدعيم كل سبب بالأدلة المتوفرة. على سبيل المثال، يتم ذكر إهمال الأم، أو زواجها، أو عدم صلاحيتها، أو توفير الأب لبيئة أفضل، ويتم شرح كل ذلك بالتفصيل.
-
الطلبات: في هذا الجزء، يتم تحديد ما يطلبه الأب من المحكمة بشكل دقيق وواضح، وتكون عادةً كالتالي:
-
الحكم بضم حضانة الصغار (تذكر أسماؤهم) إلى المدعي (الأب).
-
إلزام المدعى عليها بتسليم الصغار إلى المدعي فور صدور الحكم.
-
تنظيم حق الزيارة للمدعى عليها بما لا يتعارض مع مصلحة المحضون.
-
-
الأساس النظامي: يشير المحامي هنا إلى المواد النظامية من نظام الأحوال الشخصية السعودي والقواعد الفقهية التي تدعم طلبات المدعي.
-
المرفقات: يتم إدراج قائمة بكافة المستندات التي تم إرفاقها مع الدعوى لدعمها، مثل صك الطلاق، وشهادات ميلاد الأطفال، والتقارير الطبية أو الدراسية، وصور من المحادثات، وعقد إيجار المسكن الجديد، وغيرها.
متى يحق للزوج طلب حضانة الأطفال؟
مصطلح “الزوج” هنا يستخدم للإشارة إلى الأب، ويتساءل الكثيرون عن التوقيت المناسب أو الحالات التي تمنحه الحق في المطالبة بالحضانة.
-
يحق للأب طلب حضانة الأطفال مباشرة بعد وقوع الطلاق أو الانفصال إذا كانت الأم غير صالحة للحضانة من الأساس، كأن تكون غير مسلمة أو معروفة بسوء السلوك.
-
يحق له طلب الحضانة في أي وقت لاحق بعد الطلاق إذا طرأ على الأم سبب من أسباب سقوط الحضانة، مثل زواجها برجل أجنبي عن الأطفال.
-
يحق له طلب الحضانة إذا تغيرت ظروفه هو إلى الأفضل بشكل كبير، وتغيرت ظروف الأم إلى الأسوأ، بحيث أصبح هو الخيار الذي يحقق مصلحة الأطفال بشكل واضح.
-
إذا اتفق الوالدان على أن تكون الحضانة للأب بعد الطلاق، فيمكن توثيق هذا الاتفاق رسميًا لدى المحكمة، ويعتبر اتفاقًا ملزمًا ما لم يتغير بما يضر بمصلحة الصغار.
-
يحق له طلب الحضانة إذا كانت الأم تنوي السفر بالأطفال للاستقرار في بلد آخر بشكل دائم، مما يمنع الأب من رؤيتهم والقيام بواجباته تجاههم.
إجراءات دعوى الضم في القانون السعودي.
تتبع دعوى الضم نفس المسار الإجرائي العام للدعاوى أمام محاكم الأحوال الشخصية، مع بعض الخصائص التي تميزها نظرًا لطبيعتها الحساسة.
-
تبدأ الإجراءات بتقديم صحيفة الدعوى إلكترونيًا عبر بوابة ناجز كما ذكرنا، مع التأكد من إرفاق جميع المستندات المطلوبة.
-
تقوم المحكمة بالتحقق من استيفاء الدعوى للشروط الشكلية، ثم يتم تحديد موعد للجلسة الأولى وإبلاغ الطرفين.
-
في الجلسات، يستمع القاضي إلى أقوال المدعي (الأب) وأسباب طلبه، ثم يستمع إلى رد المدعى عليها (الأم) ودفاعها.
-
للقاضي سلطة واسعة في التحقيق، حيث يمكنه طلب أي مستندات إضافية، أو استدعاء الشهود لسماع شهادتهم.
-
غالبًا ما تقوم المحكمة بإحالة القضية إلى “مركز المصالحة” لمحاولة حل النزاع وديًا، وإذا تعذر الصلح، تعود القضية للقاضي للفصل فيها.
-
قد يحيل القاضي الأطراف والأطفال إلى “وحدة الحماية الأسرية” أو الخبراء الاجتماعيين لإعداد تقرير مفصل عن حالة الأسرة وتحديد من هو الأصلح للحضانة، ويعتبر هذا التقرير ذا أهمية كبيرة في توجيه قرار المحكمة.
-
بعد اكتمال المرافعات والأدلة والتقارير، يصدر القاضي حكمه في الدعوى، ويكون هذا الحكم قابلاً للاستئناف من قبل الطرف الذي لم يرض بالحكم خلال المدة النظامية.
صيغة دعوى ضم حضانة للام
على الرغم من أن تركيزنا هنا على دعوى ضم حضانة الأب للصغار، إلا أنه من المفيد الإشارة إلى أن الأم أيضًا قد تحتاج لرفع دعوى ضم، وتتشابه الصيغة في هيكلها العام مع اختلاف الأسباب والوقائع.
-
ترفع الأم دعوى ضم حضانة إذا كانت الحضانة قد انتقلت إلى الأب أو إلى أم الأب (الجدة) لسبب ما، ثم زال هذا السبب.
-
مثال: إذا كانت الأم قد تزوجت وسقطت حضانتها، ثم تطلقت من هذا الزوج، فيحق لها رفع دعوى للمطالبة بعودة الحضانة إليها.
-
تتبع صحيفة الدعوى نفس الهيكل: بيانات الطرفين، والموضوع (دعوى ضم حضانة)، والوقائع (تشرح فيها زوال سبب سقوط حضانتها)، والطلبات (تطلب فيها إعادة الحضانة إليها).
-
يجب على الأم أن تثبت للمحكمة أنها عادت مؤهلة للحضانة، وأن مصلحة الأطفال تقتضي عودتهم إليها.
صحيفة دعوى ضم حضانة
هذا المصطلح هو الاسم العام للمستند القانوني الذي تبدأ به أي دعوى لضم الحضانة، سواء كانت من الأب أو الأم، ويجب أن يتم إعداده بعناية فائقة.
-
تعتبر صحيفة الدعوى هي الخريطة التي ترسم مسار القضية أمام المحكمة.
-
يجب أن تكون الوقائع فيها مرتبة ترتيبًا زمنيًا ومنطقيًا.
-
يجب أن تكون الطلبات واضحة ومحددة ولا لبس فيها.
-
يجب أن تكون اللغة المستخدمة لغة قانونية سليمة وخالية من الأخطاء.
-
إن الاستثمار في صياغة صحيفة دعوى قوية من خلال محامٍ خبير هو أفضل استثمار يمكن أن تقوم به في بداية قضيتك.
صيغة دعوى ضم حضانة لأم الأب
في بعض الحالات، تنتقل الحضانة إلى أم الأب (جدة الأطفال من جهة الأب)، وقد تحتاج هي الأخرى لرفع دعوى للمطالبة بحقها.
-
أم الأب تأتي في مرتبة تالية للأم في ترتيب الحضانة وفقًا لنظام الأحوال الشخصية السعودي.
-
إذا سقطت حضانة الأم (كزواجها)، ولم يكن الأب مؤهلاً للحضانة (كأن يكون كثير السفر أو مريضًا)، فإن الحضانة تنتقل إلى أم الأب.
-
في هذه الحالة، يمكن لأم الأب رفع دعوى ضم حضانة، وتكون هي المدعية، والأم (أو الأب) هي المدعى عليها.
-
يجب على الجدة أن تثبت في دعواها سقوط حق من يسبقها في الحضانة، وأن تثبت أهليتها هي للحضانة وقدرتها على رعاية الأحفاد.
-
هذه الدعاوى تتطلب خبرة قانونية خاصة، ويقدم مكتب فيصل الحارثي الدعم الكامل في مثل هذه القضايا الأسرية الدقيقة.
دعوى ضم صغار
هذا مصطلح آخر مرادف لدعوى ضم الحضانة، ويستخدم للإشارة إلى نفس الإجراء القانوني الذي يهدف إلى نقل حضانة الأطفال من حاضن إلى آخر أصلح منه.
-
سواء سميت “دعوى ضم صغار” أو “دعوى ضم حضانة”، فإن الهدف والإجراءات والمضمون واحد.
-
تركز هذه الدعوى بشكل أساسي وكامل على تحقيق “مصلحة الصغار الفضلى”.
-
كل الأدلة والمرافعات والطلبات يجب أن تصب في إثبات أن البيئة التي يطلب المدعي نقل الصغار إليها هي الأفضل لهم.
-
يتطلب كسب دعوى ضم حضانة الأب للصغار جهدًا قانونيًا كبيرًا وقدرة على فهم نفسية القاضي وما يبحث عنه في مثل هذه القضايا الإنسانية.
إن قرار خوض دعوى ضم حضانة الأب للصغار هو قرار شجاع نابع من حب عميق ورغبة في تأمين مستقبل أفضل لأطفالك. لكن هذه الرحلة محفوفة بالتحديات القانونية والنفسية التي تتطلب وجود سند وخبير إلى جانبك.
ندرك في مكتب فيصل الحارثي للمحاماة والاستشارات القانونية حجم المسؤولية الملقاة على عاتقكم، ونفهم دقة هذه المرحلة وحساسيتها. يضم مكتبنا نخبة من المحامين المتخصصين في قضايا الأحوال الشخصية والحضانة، الذين يمتلكون الخبرة العميقة والمعرفة النظامية اللازمة لتحويل رغبتكم إلى واقع. سنتولى عنكم عبء الإجراءات، ونقوم بصياغة دعواكم بشكل احترافي، ونمثلكم بقوة أمام القضاء، ونعمل بكل جد وإخلاص لنكون صوتكم الذي يدافع عن حقكم في رعاية أطفالكم.
لا تترك مستقبل أطفالك للظروف. اتخذ الخطوة الأولى اليوم وتواصل معنا للحصول على استشارة قانونية تضيء لك الطريق.
للتواصل المباشر مع مكتب فيصل الحارثي للمحاماة:رقم الهاتف: +966 54 124 4411