عقوبة التمباك في السعودية

عقوبة التمباك في السعودية

عقوبة التمباك في السعودية


تُعد المملكة العربية السعودية من الدول التي تضع صحة مواطنيها والمقيمين على أراضيها في مقدمة أولوياتها، ويتجلى ذلك بوضوح في الأنظمة والقوانين الصارمة التي تسنها لمكافحة كل ما من شأنه أن يضر بالصحة العامة. ويأتي التمباك، المعروف بأسماء أخرى مثل الشمة أو السويكة أو النشوق، ضمن قائمة المواد التي تخضع لرقابة مشددة نظرًا لأضراره الصحية الجسيمة. إن الوعي بالجوانب القانونية المتعلقة بحيازة وتعاطي وترويج هذه المادة ليس مجرد ثقافة عامة، بل هو ضرورة لحماية الأفراد من الوقوع تحت طائلة القانون. تتعدد التساؤلات حول طبيعة هذه المادة وتصنيفها القانوني، وما يترتب على التعامل معها من عقوبات، وهو ما يستدعي فهمًا دقيقًا للأنظمة المطبقة في المملكة.

إن مواجهة التحديات القانونية، خاصة تلك المتعلقة بقضايا حساسة مثل عقوبة التمباك في السعودية، تتطلب معرفة وخبرة لا يمتلكها إلا المتخصصون. يسعى هذا المقال إلى تقديم رؤية شاملة ومفصلة حول هذا الموضوع، مستعرضًا كافة جوانبه بدءًا من تعريف التمباك وصولًا إلى العقوبات المترتبة على تعاطيه والأسئلة الشائعة التي تدور في أذهان الكثيرين. وفي هذا السياق، يبرز دور المحامي الخبير كعامل حاسم في توضيح الحقوق والواجبات وتقديم الدعم القانوني اللازم.

💬 اطلب استشارة مجانية

ما هو التمباك

لفهم أبعاد عقوبة التمباك في السعودية، من الضروري أولاً التعرف على ماهية هذه المادة التي أثارت الكثير من الجدل.

  • التمباك هو شكل من أشكال التبغ غير المُدَخَّن، ويتم استهلاكه غالبًا عن طريق المضغ أو وضعه بين الشفة واللثة أو تحت اللسان لفترة من الزمن.
  • يتم تصنيع التمباك بشكل أساسي من أوراق نبات التبغ التي يتم تجفيفها وطحنها، ومن ثم خلطها مع مواد قلوية مثل كربونات الصوديوم (النطرون)، والرماد، والجير، بالإضافة إلى الملح والماء ومواد منكهة لتحسين الطعم.
  • تاريخيًا، يعود استخدام التبغ غير المدخن إلى قرون مضت، حيث كان جزءًا من الممارسات الثقافية والتقليدية في مناطق مختلفة من العالم، لا سيما في الأمريكتين، قبل أن ينتشر ويصبح ممارسة شائعة في بعض الدول الآسيوية والإفريقية والعربية.
  • يُعرف التمباك بأسماء متعددة في مختلف المناطق، ومن أشهرها الشمة، السويكة، النشوق، السعوط، والعماري، ورغم اختلاف الأسماء، إلا أن المكون الأساسي والضار يظل هو التبغ.
  • يحتوي التمباك على مادة النيكوتين بتركيزات عالية جدًا، وهي المادة الفعالة الرئيسية والمسؤولة عن التأثير النفسي والإدمان الشديد الذي تسببه جميع منتجات التبغ.
  • يمتص الجسم النيكوتين الموجود في التمباك مباشرة وبسرعة عبر الأغشية المخاطية الرقيقة المبطنة للفم، مما يؤدي إلى وصوله السريع إلى مجرى الدم ومن ثم إلى الدماغ، محدثًا تأثيره الإدماني بشكل فوري تقريبًا.
  • بالإضافة إلى النيكوتين، يحتوي التمباك على آلاف المواد الكيميائية المعقدة، وقد تم تحديد ما لا يقل عن 28 مركبًا كيميائيًا في التمباك على أنها مواد مسرطنة قوية، أي أنها تسبب السرطان بشكل مباشر.
  • من بين المكونات الخطيرة في التمباك، توجد مجموعة من المواد الكيميائية السامة والضارة مثل النتروزامينات الخاصة بالتبغ (TSNAs)، والفورمالديهايد، والزرنيخ، والبنزين، والسيانيد، وهي مواد ذات تأثيرات مدمرة على خلايا الجسم.
  • كما يحتوي التمباك على معادن ثقيلة وسامة مثل الرصاص، والكادميوم، والنيكل، والزئبق، وعنصر البولونيوم 210 المشع، والتي تتراكم في الأنسجة الحيوية للجسم مع مرور الوقت مسببة أمراضًا مزمنة وخطيرة.
  • يختلف شكل التمباك حسب طريقة تصنيعه وتحضيره، فقد يكون على هيئة مسحوق جاف يتم استنشاقه عن طريق الأنف (النشوق)، أو عجينة رطبة يتم تشكيلها ووضعها في الفم (الشمة أو السويكة)، أو أوراق تبغ كاملة أو مضغوطة مخصصة للمضغ.

ما عقوبة التمباك في السعودية

توضح الأنظمة في المملكة العربية السعودية بصرامة الإطار القانوني للتعامل مع التبغ ومشتقاته، بما في ذلك التمباك، وتفرض عقوبات واضحة لردع المخالفين وحماية المجتمع.

  • تندرج عقوبة التمباك في السعودية ضمن إطار نظام مكافحة التدخين الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/56) وتاريخ 28/7/1436هـ، ولائحته التنفيذية، والذي يُعرّف التدخين بشكل شامل بأنه تعاطي التبغ ومشتقاته بأي شكل كان.
  • يعتبر نظام مكافحة التدخين ولائحته التنفيذية صراحةً أن التمباك (المعروف أيضًا بالشمة، السويكا، النشوق) هو أحد مشتقات التبغ التي تنطبق عليها جميع أحكام النظام.
  • تنص المادة السابعة من نظام مكافحة التدخين على فرض غرامة مالية قدرها 200 ريال سعودي على كل من يتعاطى أيًا من مشتقات التبغ، بما في ذلك التمباك، في الأماكن العامة التي حظر النظام التدخين فيها.
  • أكدت الأنظمة على إمكانية مضاعفة الغرامة المالية في حال تكرار المخالفة، وقد تصل في بعض الحالات إلى 5000 ريال سعودي، خاصة فيما يتعلق بالمخالفات المتكررة لمضغ التمباك في الأماكن المحظورة.
  • تتدرج شدة عقوبة التمباك في السعودية وتختلف بشكل كبير بناءً على طبيعة الجرم المرتكب؛ حيث تختلف عقوبة مجرد الاستخدام الشخصي عن عقوبة الترويج والبيع، وتكون أشدها في حالة التهريب.
  • فيما يتعلق بالاستخدام الشخصي في الأماكن المحظورة، تظل العقوبة في نطاق الغرامة المالية، ولكن إذا ارتبط التعاطي بجرائم أخرى أو تم في ظروف مشددة، فقد يخضع المتعاطي لعقوبات تعزيرية يقررها القاضي.
  • تُشدد العقوبات بشكل كبير جدًا في حالات الترويج والاتجار بالتمباك، حيث يُعامل المروجون بحزم شديد نظرًا لدورهم في نشر هذه الآفة بين أفراد المجتمع، وقد تصل العقوبة إلى السجن لسنوات وغرامات مالية باهظة.
  • تعتبر جريمة تهريب التمباك إلى المملكة من الجرائم الخطيرة التي تهدد الأمن الصحي للمجتمع، وتصل عقوبتها إلى السجن لمدة قد تبلغ عشر سنوات، بالإضافة إلى فرض غرامات مالية كبيرة ومصادرة شاملة للمواد المهربة وإتلافها.
  • نصت المادة الثالثة من نظام مكافحة التدخين بوضوح على حظر زراعة أو تصنيع التبغ أو مشتقاته داخل المملكة، وفرضت غرامة مالية صارمة قدرها 20,000 ريال سعودي على كل من يقوم بهذا الفعل، مع إلزامه بإزالة المخالفة بالكامل على نفقته الخاصة.
  • في الحالات التي لا يرد فيها نص خاص بالعقوبة، تطبق المادة الخامسة عشرة من النظام، التي تنص على فرض غرامة لا تتجاوز 5000 ريال سعودي لكل من يخالف أي حكم آخر من أحكام النظام، مع مضاعفة العقوبة عند العودة لارتكاب المخالفة.
  • في حال كان المتهم في قضايا تعاطي التمباك طالبًا، فإن النظام يراعي حداثة السن ويهدف إلى الإصلاح، حيث قد يتم التعامل معه بإجراءات تأديبية ورقابية تهدف إلى تقويمه وحماية مستقبله بدلاً من العقوبات السالبة للحرية.
  • بالنسبة للمقيمين الأجانب الذين يتورطون في قضايا التمباك، خصوصًا جرائم الترويج والتهريب، فبالإضافة إلى العقوبات الأصلية من سجن وغرامة، قد تصدر بحقهم عقوبة تبعية تتمثل في الإبعاد عن أراضي المملكة ومنعهم من العودة إليها نهائيًا.
  • إن التعقيدات القانونية والتداخل بين نظام مكافحة التدخين والأنظمة الجزائية الأخرى في قضايا التمباك، تستلزم الاستعانة بخبرة قانونية متخصصة، ويعد مكتب فيصل الحارثي للمحاماة من المكاتب الرائدة التي تمتلك الخبرة اللازمة لتقديم الدعم والمشورة في مثل هذه القضايا، لضمان فهم دقيق للموقف القانوني وتحقيق أفضل النتائج الممكنة.

إدراج التمباك ضمن قائمة المخدرات في السعودية

يثور جدل وتساؤلات كثيرة حول التصنيف القانوني الدقيق لمادة التمباك، وما إذا كانت السلطات السعودية قد أدرجتها رسميًا ضمن قوائم وجداول المواد المخدرة.

  • على الرغم من الأضرار الجسيمة للتمباك وتأثيره الإدماني القوي الذي يشبه في آليته تأثير بعض المخدرات، إلا أنه حتى الآن، لم يتم إدراجه رسميًا ضمن جداول المواد المخدرة الملحقة بنظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية السعودي.
  • التصنيف القانوني الحالي والواضح للتمباك هو أنه من “مشتقات التبغ”، وبالتالي فهو يخضع لأحكام نظام مكافحة التدخين ولائحته التنفيذية، وليس نظام مكافحة المخدرات.
  • انتشرت في أوقات سابقة بعض الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع غير الرسمية التي أفادت بإدراج التمباك ضمن قائمة المخدرات، ولكن هذا الخبر لا يستند إلى أي أساس رسمي صحيح ولم يصدر به أي مرسوم ملكي أو قرار وزاري.
  • مع ذلك، فإن عدم إدراجه ضمن قائمة المخدرات لا يعني التساهل معه على الإطلاق، فالجهات المعنية في المملكة تتعامل مع جرائم التمباك، خاصة التهريب والترويج، بجدية وحزم شديدين نظرًا لخطورته البالغة على الصحة العامة وانتشاره بين فئة الشباب.
  • يعكس هذا التعامل الصارم والتشديد في العقوبات مدى وعي السلطات السعودية بالمخاطر الصحية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة على انتشار هذه المادة، ورغبتها الأكيدة في حماية المجتمع واستئصال هذه الظاهرة.
  • من المهم جدًا التمييز بين التصنيف القانوني الرسمي للمادة والعقوبات المطبقة عليها؛ فمع أن التمباك ليس مدرجًا كمخدر، إلا أن العقوبات المفروضة على تهريبه وبيعه قد تكون قاسية جدًا وتوازي في شدتها عقوبات بعض جرائم المخدرات الأخف درجة.
  • يعود السبب في هذا التشديد في العقوبة إلى أن الهدف النهائي للشارع والمنظم هو الردع العام والخاص، ومنع تداول كافة المواد الضارة التي تهدد صحة وسلامة أفراد المجتمع، بغض النظر عن تصنيفها الدقيق.
  • قد يحدث الخلط أحيانًا بسبب أن بعض أنواع الشمة المغشوشة والمصنعة بطرق غير قانونية قد يتم خلطها بمواد أخرى مدرجة في جداول المخدرات، وفي هذه الحالة، لا تُعامل القضية على أنها قضية تمباك، بل قضية مخدرات مكتملة الأركان تخضع لنظام مكافحة المخدرات.
  • يجب على الأفراد عدم الاستهانة بمادة التمباك بناءً على تصنيفها القانوني الحالي كأحد مشتقات التبغ، فالتعامل معها بأي شكل من الأشكال (حيازة، تعاطي، بيع، تهريب) يعرض الشخص للمساءلة القانونية ويوقعه تحت طائلة عقوبة التمباك في السعودية.
  • يوفر مكتب فيصل الحارثي للمحاماة استشارات قانونية دقيقة ومتخصصة لتوضيح كافة الفروقات القانونية بين مختلف القضايا، ويقدم تمثيلًا قانونيًا احترافيًا في القضايا المتعلقة بنظام مكافحة التدخين ونظام مكافحة المخدرات على حد سواء.

هل التمباك مسموح في السعودية أم لا؟

يتساءل الكثيرون عن الوضع القانوني النهائي للتمباك في المملكة، وهل هناك أي شكل من أشكال السماح بتداوله أو استخدامه، أم أنه ممنوع بشكل قاطع وكامل.

  • بشكل واضح وقاطع لا لبس فيه، يعتبر التمباك بجميع أنواعه وأشكاله ومسمياته (شمة، سويكة، نشوق) مادة ممنوعة ومحظورة بشكل كامل في المملكة العربية السعودية.
  • تحظر الأنظمة السعودية بشكل صريح ومباشر زراعة وتصنيع واستيراد وبيع وتوزيع وتسويق وتداول التمباك ومشتقاته داخل كافة أراضي المملكة.
  • أكدت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية في بيانات وتصريحات متعددة على منع استيراد وإدخال كافة أنواع التمباك أو النشوق أو الشمة إلى المملكة عبر جميع المنافذ الجمركية البرية والبحرية والجوية.
  • تنص المادة الثالثة من نظام مكافحة التدخين ولائحته التنفيذية صراحةً على حظر زراعة أو تصنيع أي جزء من نبات التبغ أو أي منتج يدخل التبغ في تركيبه، والتمباك هو أحد هذه المنتجات.
  • لا تتهاون السلطات السعودية مع أي شكل من أشكال التعامل مع التمباك، وتطبق عقوبات صارمة على المخالفين بهدف الحد من انتشاره بشكل فعال وحماية الصحة العامة للمجتمع من أضراره الجسيمة.
  • يشمل الحظر أيضًا بيع التمباك أو تقديمه للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، وهو إجراء وقائي صارم يهدف إلى حماية فئة الشباب والنشء الذين يعتبرون الأكثر استهدافًا من قبل المروجين.
  • تُفرض رقابة مشددة من قبل الجهات المعنية مثل وزارة التجارة والبلديات على المحلات التجارية والأسواق والبقالات لمنع بيع أو عرض منتجات التمباك، وتتعرض المنشآت المخالفة لعقوبات رادعة قد تصل إلى الإغلاق الفوري وسحب الترخيص التجاري.
  • إن الحظر المفروض لا يقتصر على الكميات التجارية الكبيرة المخصصة للبيع والترويج فقط، بل يشمل أيضًا الحيازة للاستخدام الشخصي، حيث يُعاقب المتعاطي نفسه بغرامات مالية عند ضبطه في الأماكن المحظورة.
  • تهدف هذه الإجراءات القانونية الصارمة والمتكاملة إلى خلق بيئة صحية وآمنة خالية من أضرار التبغ ومشتقاته، وتجسد التزام المملكة الراسخ بالاتفاقيات الدولية لمكافحة التبغ التي وقعت عليها.
  • إن الفهم الخاطئ أو الجهل بالقانون لا يعفي من المسؤولية القانونية، لذلك من الضروري التأكيد على أن التمباك ممنوع منعًا باتًا في السعودية، وأن أي تعامل معه سيؤدي حتمًا إلى تطبيق عقوبة التمباك في السعودية.

الآثار الجانبية لتعاطي التمباك

تتجاوز خطورة التمباك الجوانب القانونية لتصل إلى تهديد مباشر وكارثي لصحة الإنسان، حيث يسبب مجموعة واسعة من الأمراض والمشكلات الصحية الخطيرة والمزمنة التي قد تنتهي بالوفاة.

  • الإدمان الشديد والاعتماد النفسي: يحتوي التمباك على جرعات عالية جدًا من النيكوتين، وهي مادة تسبب إدمانًا جسديًا ونفسيًا قويًا وسريعًا يفوق في كثير من الأحيان إدمان تدخين السجائر، مما يجعل عملية الإقلاع عنه تحديًا كبيرًا ومليئًا بالصعوبات وأعراض الانسحاب القاسية.
  • أمراض السرطان الفتاكة: يعد تعاطي التمباك سببًا مباشرًا ورئيسيًا للإصابة بأنواع مختلفة ومميتة من السرطان، وعلى رأسها سرطان الفم الذي يشمل اللسان واللثة وباطن الخد وسقف الحلق، بالإضافة إلى سرطان الحلق والمريء والبنكرياس، وهي من أصعب أنواع السرطانات علاجًا.
  • تدمير شامل لصحة الفم والأسنان: يؤدي الاستخدام المزمن للتمباك إلى مشاكل كارثية في الفم، مثل انحسار اللثة الشديد الذي يكشف جذور الأسنان، وتآكل العظام المحيطة بالأسنان مما يؤدي إلى تخلخلها وسقوطها، وتسوس الأسنان بشكل متسارع، وظهور تقرحات مؤلمة ومزمنة لا تلتئم (الطلاوة)، بالإضافة إلى رائحة الفم الكريهة والمنفرة.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية: يزيد التمباك بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، وارتفاع ضغط الدم المزمن، وتصلب الشرايين، مما يرفع من احتمالية حدوث السكتات القلبية الحادة والسكتات الدماغية القاتلة، وذلك بسبب تأثير النيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى على صحة الأوعية الدموية وزيادة معدل ضربات القلب.
  • مشاكل الجهاز الهضمي الخطيرة: يمكن أن يسبب التمباك اضطرابات حادة في الجهاز الهضمي، حيث إن ابتلاع اللعاب الممزوج بالتمباك يؤدي إلى تهيج المعدة والأمعاء، وقد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة وسرطان البنكرياس بشكل خاص.
  • الآثار السلبية على الصحة الإنجابية: يؤثر تعاطي التمباك سلبًا على الخصوبة لدى كل من الرجال والنساء، حيث يمكن أن يقلل من عدد الحيوانات المنوية وجودتها لدى الرجال، ويزيد من مخاطر الولادة المبكرة والإجهاض وولادة أجنة بوزن منخفض لدى النساء الحوامل اللاتي يتعاطينه.
  • الآثار النفسية والعصبية المدمرة: على الرغم من الشعور المؤقت بالاسترخاء الذي يمنحه النيكوتين، إلا أن الاعتماد على التمباك يؤدي على المدى الطويل إلى زيادة مستويات القلق والتوتر والتهيج والعصبية وتقلب المزاج، وقد يساهم بشكل كبير في الإصابة بنوبات الاكتئاب الحادة.
  • تشويه المظهر الخارجي: يسبب التمباك تغيرًا دائمًا وقبيحًا في لون الأسنان واللثة، حيث تصبح الأسنان صفراء أو بنية، وتظهر بقع داكنة على اللثة، كما قد يؤدي إلى ظهور التجاعيد المبكرة على الوجه، خاصة حول الفم، مما يعطي مظهرًا أكبر سنًا.
  • تلف الأعضاء الحيوية في الجسم: تحتوي هذه المادة الخطيرة على معادن ثقيلة وسموم يمكن أن تتراكم تدريجيًا في الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلى، مما يؤدي إلى تلف وظائفها بمرور الوقت، كما تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي مسببة أعراضًا مثل الارتعاش والدوخة وضعف الذاكرة.
  • العزلة الاجتماعية وتدهور العلاقات: قد تؤدي رائحة الفم الكريهة، والمظهر غير الصحي للفم، وعادة البصق المتكررة المرتبطة بتعاطي التمباك، إلى شعور المتعاطي بالخجل وفقدان الثقة بالنفس، مما يدفعه إلى الانعزال وتجنب المواقف والتجمعات الاجتماعية، الأمر الذي يؤثر سلبًا على علاقاته الأسرية والمهنية.

مناطق يُمنع فيها تدخين التمباك

في إطار جهودها الحثيثة لمكافحة التدخين بكافة أشكاله وحماية غير المدخنين من أضرار التعرض لدخانه، حددت المملكة العربية السعودية بموجب نظام مكافحة التدخين ولائحته التنفيذية، مجموعة من الأماكن التي يُحظر فيها بشكل بات تعاطي التبغ ومشتقاته، بما في ذلك التمباك.

  • الأماكن الدينية والمقدسة: يُمنع منعًا باتًا وتامًا تعاطي التمباك في المساجد والجوامع والساحات المحيطة بها، احترامًا لقدسية هذه الأماكن وحفاظًا على طهارتها وراحة المصلين.
  • المنشآت الحكومية والرسمية: يشمل الحظر الكامل جميع المباني الحكومية مثل الوزارات، والمصالح الحكومية، والمؤسسات والهيئات العامة وفروعها المنتشرة في كافة أنحاء المملكة، لضمان بيئة عمل صحية للموظفين والمراجعين.
  • المؤسسات التعليمية والتربوية: يُحظر تعاطي التمباك بشكل صارم في جميع المؤسسات التعليمية والتربوية والتدريبية، سواء كانت حكومية أو خاصة، بما في ذلك المدارس والجامعات والمعاهد ومراكز الأبحاث والمكتبات العامة.
  • المؤسسات الصحية والعلاجية: يمنع بشكل مطلق التدخين وتعاطي التمباك في المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات والصيدليات والمختبرات وأي منشأة تقدم خدمات صحية، وذلك لحماية صحة المرضى والكادر الطبي.
  • المؤسسات الرياضية والثقافية والاجتماعية: يشمل الحظر الأندية الرياضية، والصالات والملاعب المغلقة، والمراكز الثقافية، والجمعيات الخيرية، والمتاحف، وقاعات المؤتمرات والندوات والمعارض.
  • وسائل النقل العام بكافة أنواعها: يُمنع تعاطي التمباك في جميع وسائل النقل العام التي تنقل الركاب، مثل الحافلات والقطارات والطائرات والسفن، بالإضافة إلى المحطات والمطارات والموانئ المخصصة لخدمة هذه الوسائل.
  • أماكن العمل في القطاع الخاص: يمتد الحظر ليشمل أماكن العمل المغلقة في القطاع الخاص، مثل مكاتب الشركات والمؤسسات والبنوك والمصانع، بهدف توفير بيئة عمل آمنة وصحية لجميع العاملين.
  • أماكن إعداد وتقديم الطعام: يُمنع بشكل مشدد تعاطي التمباك في الأماكن المخصصة لإعداد وتصنيع وتقديم الطعام والمشروبات، مثل المطاعم والمقاهي والكافيتريات ومطابخها، لضمان عدم تلوث الأطعمة والمشروبات.
  • المرافق العامة المغلقة والمشتركة: يشمل الحظر أيضًا المرافق ذات الاستخدام المشترك مثل المصاعد، ودورات المياه العامة، والمستودعات المغلقة، وكبائن الصراف الآلي المغلقة.
  • المواقع الصناعية ومحطات الوقود: يُمنع بشكل خاص تعاطي التمباك في المواقع الحساسة والخطرة مثل مواقع إنتاج وتصنيع ونقل وتوزيع البترول والغاز ومشتقاتهما، ومحطات تعبئة الوقود، نظرًا لخطر الحرائق والانفجارات.
  • المرافق السياحية والإيوائية: حظرت الأنظمة التدخين في المرافق السياحية المغلقة مثل الفنادق والشقق المفروشة والمنتجعات ووكالات السفر والسياحة، بهدف تعزيز تجربة سياحية صحية ومريحة للزوار.
  • إن فرض عقوبة التمباك في السعودية عند استخدامه في هذه الأماكن المحظورة يهدف بالدرجة الأولى إلى حماية حق الأفراد غير المدخنين في استنشاق هواء نقي، وضمان بيئة نظيفة وآمنة للجميع، ويعكس التزام المملكة بتوفير أعلى معايير جودة الحياة لمواطنيها والمقيمين على أرضها.

الأسئلة الشائعة حول عقوبة التمباك في السعودية

تدور في أذهان الكثيرين مجموعة من الأسئلة المهمة والحيوية حول الجوانب القانونية والصحية لمادة التمباك، ونسعى هنا في هذا القسم إلى تقديم إجابات واضحة وموجزة ومبنية على الأنظمة السارية.

  • ما هي عقوبة تعاطي التمباك لأول مرة في السعودية؟
    • إذا تم ضبط شخص يتعاطى التمباك للمرة الأولى في أحد الأماكن المحظور التدخين فيها، فإن العقوبة النظامية هي فرض غرامة مالية قدرها 200 ريال سعودي. ومع ذلك، من المهم معرفة أن تقدير العقوبة النهائية يعود للسلطة القضائية، وقد تختلف الظروف من قضية لأخرى.
  • هل يمكن أن تكون عقوبة حيازة التمباك هي السجن؟
    • نعم، يمكن أن تصل عقوبة التمباك في السعودية إلى السجن. حيازة كمية صغيرة للاستخدام الشخصي قد لا تؤدي إلى السجن مباشرة، ولكن حيازة كميات كبيرة تدل على نية الترويج أو البيع أو التوزيع تعتبر جريمة خطيرة، وعقوبتها تشمل السجن لمدد متفاوتة قد تكون طويلة، بالإضافة إلى الغرامات المالية.
  • هل يظهر التمباك في تحليل المخدرات الرسمي؟
    • التمباك بحد ذاته لا يعتبر من المواد المخدرة المدرجة في نظام مكافحة المخدرات، وبالتالي فإنه لا يظهر في تحاليل المخدرات القياسية التي تبحث عن مواد محددة مثل الحشيش أو الكبتاجون أو الهيروين. ولكن، يمكن الكشف عن وجود النيكوتين ومستقلباته (مثل الكوتينين) في الجسم من خلال تحاليل خاصة بالدم أو البول أو اللعاب إذا طُلب ذلك تحديدًا.
  • ما هو الفرق الجوهري بين عقوبة المروج وعقوبة المتعاطي؟
    • هناك فرق شاسع وكبير بين الاثنين. المتعاطي يُنظر إليه في بعض الأحيان كضحية ويُعاقب بعقوبات تهدف إلى الردع والإصلاح، مثل الغرامات المالية. أما المروج، فيُعتبر مجرمًا يساهم بشكل مباشر في إفساد المجتمع ونشر السموم، ولذلك فإن عقوبته تكون مشددة جدًا وتشمل السجن لسنوات طويلة وغرامات مالية باهظة ومصادرة الأموال والممتلكات الناتجة عن هذه الجريمة.
  • هل يمكن إبعاد المقيم الأجنبي بسبب قضية تمباك؟
    • نعم، بكل تأكيد. إذا أُدين مقيم أجنبي في قضية تتعلق بالتمباك، خاصة إذا كانت القضية تتعلق بالترويج أو التهريب، فإن المحكمة، بالإضافة إلى العقوبة الأصلية من سجن وغرامة، قد تحكم بعقوبة الإبعاد عن المملكة كعقوبة تبعية، ومنعه من العودة إليها مرة أخرى.
  • هل تختلف العقوبة باختلاف أنواع التمباك مثل الشمة أو السويكة؟

لا، لا يفرق نظام مكافحة التدخين السعودي بين أنواع أو مسميات التمباك المختلفة. فسواء كان يطلق عليه تمباك، أو شمة، أو سويكة، أو نشوق، فجميعها تندرج قانونيًا تحت مسمى “مشتقات التبغ” وتخضع لنفس الأحكام والعقوبات المنصوص عليها في النظام.

  • ما هو أول وأهم إجراء يجب اتخاذه عند اتهامي في قضية تتعلق بالتمباك؟
    • إن أهم وأول خطوة يجب عليك اتخاذها فورًا هي الامتناع عن الإدلاء بأي أقوال أو التوقيع على أي محاضر قبل استشارة محامٍ متخصص والتواصل معه. إن توكيل محامٍ خبير ومتمرس في هذه الأنواع من القضايا، مثل فريق المحامين المتخصصين في مكتب فيصل الحارثي للمحاماة، يضمن حماية حقوقك كاملة وتقديم أفضل دفاع قانوني ممكن أمام جهات التحقيق والمحاكم.
  • هل يُسمح بإدخال التمباك للاستخدام الشخصي عبر المطارات؟
    • لا، تمنع هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية بشكل قاطع إدخال التمباك بكافة أنواعه وكمياته، سواء كانت لأغراض تجارية أو للاستخدام الشخصي، ويتم مصادرة أي كميات يتم ضبطها مع المسافرين.

إن مواجهة أي تهمة قانونية، مهما بدت في نظرك بسيطة، يمكن أن تكون تجربة مربكة ومقلقة للغاية، ولها عواقب قد تؤثر على مستقبلك وحياتك. وفي قضايا مثل تلك المتعلقة بـ عقوبة التمباك في السعودية، حيث تتداخل الأنظمة والقوانين وتتعدد الإجراءات وتكون التبعات وخيمة، يصبح وجود خبير قانوني متمرس بجانبك ليس مجرد خيار ثانوي، بل هو ضرورة قصوى لا غنى عنها. يدرك فريقنا في مكتب فيصل الحارثي للمحاماة تمامًا حساسية هذه القضايا وتعقيداتها، ونحن على أتم الاستعداد لتسخير كافة خبراتنا وطاقاتنا لتقديم الدعم القانوني الذي تحتاجه وتستحقه.

نحن نؤمن إيمانًا راسخًا بأن لكل فرد الحق في الحصول على دفاع عادل وتمثيل قانوني احترافي يحفظ كرامته ويصون حقوقه. سواء كنت بحاجة إلى استشارة عاجلة لفهم موقفك القانوني وتداعياته المحتملة، أو كنت تبحث عن تمثيل قانوني قوي ومؤثر أمام الجهات القضائية المختلفة، فإن محامينا المتمرسين يمتلكون المعرفة العميقة والخبرة الواسعة لتقديم أفضل الاستراتيجيات والحلول القانونية الممكنة لقضيتك. لا تتردد في اتخاذ الخطوة الصحيحة لحماية نفسك ومستقبلك.

تواصل معنا اليوم على الرقم: +966 54 124 4411 ودعنا نكن عونك 

التعليقات معطلة.