عقوبة التحرش في السعودية

عقوبة التحرش في السعودية

عقوبة التحرش في السعودية


في مجتمع ينهض على أُسس متينة من القيم الأخلاقية والمبادئ الإسلامية التي تصون كرامة الإنسان وتحفظ حياءه، تقف جريمة التحرش كآفة دخيلة وظاهرة سلبية تهدد أمن الفرد وطمأنينة المجتمع. وإدراكًا لخطورة هذا الفعل وما يتركه من آثار نفسية واجتماعية عميقة على الضحايا، اتخذت المملكة العربية السعودية موقفًا حازمًا وصارمًا، حيث سنت “نظام مكافحة جريمة التحرش” ليكون سدًا منيعًا في وجه كل من تسول له نفسه المساس بحرمات الآخرين أو التعدي على خصوصياتهم. إن فهم الأبعاد القانونية لهذه الجريمة، ومعرفة عقوبة التحرش في السعودية، ليس مجرد ثقافة قانونية، بل هو سلاح معرفي ضروري لتمكين الضحايا من المطالبة بحقوقهم، وردع الجناة عن ارتكاب أفعالهم المشينة.

إن الطريق نحو تحقيق العدالة قد يكون محفوفًا بالتحديات، خاصة في ظل الطبيعة الحساسة لمثل هذه القضايا. وهنا تبرز أهمية الاستعانة بخبير قانوني متخصص، يكون عونًا للضحية ومرشدًا لها في كل خطوة. في هذا الدليل الشامل، الذي يقدمه لكم مكتب فيصل الحارثي للمحاماة، سنقوم بتشريح نظام مكافحة جريمة التحرش، ونستعرض بالتفصيل عقوبة التحرش في السعودية بمختلف صورها وظروفها المشددة، ونوضح إجراءات الإثبات، ونسلط الضوء على كافة الجوانب التي تهم كل فرد يسعى لحماية نفسه أو استرداد حقه، لنؤكد أن النظام وُجد لحمايتكم، وأننا هنا لمساندتكم.

💬 اطلب استشارة مجانية

ما المقصود بجريمة التحرش في القانون السعودي؟

لفهم أبعاد العقوبة بشكل دقيق، لا بد أولاً من تحديد الإطار النظامي الذي يعرف هذه الجريمة بوضوح، حيث عرفها نظام مكافحة جريمة التحرش تعريفًا شاملاً لا يدع مجالاً للبس.

  • عرف النظام جريمة التحرش بأنها: “كل قول أو فعل أو إشارة، ذات مدلول جنسي، تصدر من شخص تجاه أي شخص آخر، تمس جسده أو عرضه، أو تخدش حياءه، بأي وسيلة كانت، بما في ذلك وسائل التقنية الحديثة”.

  • هذا التعريف الواسع يشمل كافة أشكال التحرش، بدءًا من التحرش الجسدي كاللمس غير المرغوب فيه، مرورًا بالتحرش اللفظي كالإيحاءات الجنسية أو التعليقات الخادشة للحياء، وصولًا إلى التحرش بالإشارة كالحركات ذات المدلول الجنسي.

  • أكد النظام على أن الجريمة تقع بأي وسيلة كانت، وهو ما يعني أن عقوبة التحرش في السعودية تشمل الأفعال التي تتم وجهًا لوجه في الأماكن العامة أو الخاصة، وكذلك الأفعال التي تتم عبر وسائل التقنية الحديثة كالهاتف والجوال وتطبيقات التواصل الاجتماعي.

  • لا يشترط النظام لوقوع الجريمة وجود علاقة سابقة بين الجاني والمجني عليه، فالجريمة تقع سواء كان الجاني غريبًا تمامًا، أو زميلاً في العمل، أو حتى من الأقارب.

  • الركيزة الأساسية في تعريف التحرش هي عدم رضا الطرف الآخر، فالأقوال والأفعال التي تتم برضا الطرفين لا تدخل في نطاق هذه الجريمة، ولكن عبء إثبات الرضا يقع على عاتق المدعى عليه.

  • شدد التعريف على حماية “جسد” المجني عليه و”عرضه” و”حيائه”، وهي حماية متكاملة تشمل الكيان المادي والمعنوي للشخص، وتؤكد على أن أي مساس بهذه الجوانب يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.

ما هو الهدف من نظام مكافحة جريمة التحرش؟

لم يأتِ إصدار هذا النظام من فراغ، بل جاء لتحقيق مجموعة من الأهداف السامية التي تعزز من أمن المجتمع وتحافظ على قيمه الأساسية.

  • الهدف الرئيسي هو مكافحة جريمة التحرش بكل أشكالها، والحيلولة دون وقوعها، وتطبيق العقوبات المقررة على مرتكبيها، وحماية المجني عليهم، وذلك لصيانة خصوصية الفرد وكرامته وحريته الشخصية التي كفلتها أحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة.

  • يهدف النظام إلى تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر التحرش وآثاره السلبية، وتشجيع أفراد المجتمع على الإبلاغ عن هذه الجرائم وعدم التسامح معها تحت أي ظرف.

  • يسعى النظام إلى توفير بيئة آمنة للجميع، خاصة في أماكن العمل والدراسة والأماكن العامة، مما يشجع على المشاركة الفاعلة للمرأة في التنمية ويزيل العوائق التي قد تحول دون ذلك.

  • من أهدافه الهامة حماية الضحايا وتوفير الدعم النفسي والقانوني اللازم لهم، وتشجيعهم على الإبلاغ دون خوف من الوصمة الاجتماعية أو الانتقام، حيث كفل النظام سرية هوية المبلغ.

  • يهدف النظام إلى تحقيق الردع العام والخاص، فالنص على عقوبة التحرش في السعودية بشكل واضح وصريح يردع كل من تسول له نفسه ارتكاب هذه الجريمة، ويعاقب من يرتكبها ليكون عبرة لغيره.

ما هي عقوبة التحرش في السعودية؟

لقد وضع المنظم السعودي عقوبات رادعة ومشددة لمواجهة هذه الجريمة، تختلف في شدتها باختلاف ظروف وملابسات الواقعة، وتتدرج لتشمل الحبس والغرامة معًا.

  • العقوبة الأساسية لجريمة التحرش، في صورتها البسيطة، هي السجن لمدة لا تزيد على سنتين، وبغرامة مالية لا تزيد على مئة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

  • يترك تقدير العقوبة ضمن هذه الحدود للقاضي، الذي يأخذ في الاعتبار ظروف الجريمة، ومدى الضرر الذي لحق بالضحية، وسوابق الجاني.

  • شدد النظام عقوبة التحرش في السعودية في حالات معينة نظرًا لخطورتها، حيث تصل العقوبة إلى السجن لمدة لا تزيد على خمس سنوات، وبغرامة مالية لا تزيد على ثلاثمائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

  • يتم تطبيق هذه العقوبة المشددة إذا تكرر الفعل من الجاني (حالة العود)، أو إذا كانت الجريمة مقترنة بظروف تجعلها أشد خطورة.

  • من الظروف المشددة أن يكون المجني عليه طفلاً (لم يتم الثامنة عشرة من عمره)، أو من الأشخاص ذوي الإعاقة، فاستغلال ضعف هذه الفئات يعتبر ظرفًا يستوجب تشديد العقوبة.

  • تشتد العقوبة إذا وقعت الجريمة في مكان عمل أو دراسة أو إيواء أو رعاية، فهذه أماكن يجب أن تكون مصادر للأمان لا للخوف.

  • يعتبر من الظروف المشددة أن يكون للجاني سلطة مباشرة أو غير مباشرة على المجني عليه، كأن يكون مديرًا لموظفته، أو أستاذًا لطالبته، فذلك يعد استغلالًا بشعًا للنفوذ.

  • تطبق العقوبة المشددة إذا كان المجني عليه نائمًا أو فاقدًا للوعي أو في حكم ذلك، حيث يستغل الجاني حالة العجز التام للضحية.

  • تعتبر الجريمة أشد خطورة وتستوجب العقوبة الأغلظ إذا وقعت في وقت أزمة أو كارثة أو حادثة، حيث يستغل الجاني انشغال الناس أو السلطات لارتكاب جريمته.

  • يجوز للمحكمة أيضًا، بالإضافة إلى عقوبتي السجن والغرامة، أن تحكم بنشر ملخص الحكم على نفقة المحكوم عليه في صحيفة أو أكثر من الصحف المحلية، وذلك لتحقيق الردع العام وفضح الجاني، ولكن يتم ذلك بعد اكتساب الحكم للصفة النهائية، وبشرط أن لا يترتب على النشر ضرر أكبر للضحية أو تشهير بها.

عقوبة التحرش بدون دليل

يثير غياب الدليل المادي المباشر، مثل التصوير أو وجود شهود رأوا الواقعة بشكل كامل، قلق الكثير من الضحايا، إلا أن النظام القضائي السعودي يمتلك آليات للتعامل مع هذه الحالات الدقيقة.

  • القاعدة العامة في القضاء أن “البينة على من ادعى”، أي أن عبء إثبات وقوع التحرش يقع على عاتق الضحية (المدعي).

  • لكن “الدليل” في القضاء لا يقتصر على الدليل المادي المباشر فقط، فالقاضي الجنائي يبني قناعته بناءً على كافة الأدلة والقرائن المطروحة أمامه.

  • يمكن الاستناد إلى “القرائن القوية” لإثبات الجريمة. القرائن هي وقائع معلومة يستنبط منها القاضي واقعة مجهولة.

  • شهادة الشهود تعتبر من أقوى الأدلة، حتى لو لم يروا فعل التحرش نفسه، كأن يشهدوا بأنهم رأوا الجاني يلاحق الضحية، أو سمعوا صراخها، أو رأوها في حالة انهيار وارتباك مباشرة بعد الحادثة.

  • الرسائل النصية، ورسائل تطبيقات التواصل الاجتماعي (كالواتس اب)، وسجلات المكالمات، تعتبر قرائن قوية جدًا في إثبات التحرش الإلكتروني أو اللفظي، ويتم الاستعانة بخبراء الجرائم المعلوماتية لتحليلها والتأكد من صحتها.

  • إقرار الجاني، حتى لو كان جزئيًا أو أمام جهات التحقيق فقط ثم أنكر أمام القضاء، يمكن أن يعتبره القاضي قرينة قوية ضده.

  • تناقض أقوال المتهم وتردده وارتباكه أثناء الاستجواب يمكن أن يكون قرينة يأخذها القاضي في الاعتبار.

  • تقرير طبي يثبت وجود خدوش أو كدمات على الضحية، أو تقرير نفسي يثبت تدهور حالتها النفسية بعد الواقعة، يمكن أن يدعم موقفها.

  • في النهاية، الأمر يخضع للسلطة التقديرية للقاضي الذي يوازن بين كافة الأدلة والقرائن ويحكم بناءً على ما يطمئن إليه وجدانه، وهنا تبرز أهمية المحامي الخبير، مثل فريق مكتب فيصل الحارثي، الذي يعرف كيف يجمع هذه القرائن ويقدمها للمحكمة بشكل متماسك ومقنع.

عقوبة التحرش عن طريق الجوال في السعودية

يعتبر التحرش عبر الهاتف الجوال من أكثر صور التحرش انتشارًا في العصر الحديث، وقد تصدى له النظام السعودي بحزم من خلال تطبيق نظامين معًا.

  • يقع التحرش عبر الجوال تحت طائلة نظام مكافحة جريمة التحرش، لأنه يعتبر من “وسائل التقنية الحديثة” التي نص عليها النظام صراحة في تعريف الجريمة.

  • يشمل ذلك إرسال الرسائل النصية الخادشة للحياء، أو الصور ومقاطع الفيديو ذات المدلول الجنسي، أو إجراء المكالمات الهاتفية المتكررة التي تتضمن ألفاظًا وإيحاءات غير لائقة.

  • تنطبق عليه عقوبة التحرش في السعودية الأساسية (السجن حتى سنتين والغرامة حتى 100 ألف ريال) أو المشددة (السجن حتى 5 سنوات والغرامة حتى 300 ألف ريال) حسب ظروف الواقعة.

  • بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الأفعال تقع أيضًا تحت طائلة “نظام مكافحة جرائم المعلوماتية”، الذي يعاقب بشكل خاص على الجرائم التي تتم عبر شبكة الإنترنت أو أجهزة الحاسب الآلي والهواتف الذكية.

  • يعاقب نظام مكافحة جرائم المعلوماتية على “إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية”، وهو ما ينطبق تمامًا على محتوى رسائل التحرش.

  • قد تصل العقوبة بموجب نظام مكافحة جرائم المعلوماتية إلى السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات وغرامة تصل إلى ثلاثة ملايين ريال في الحالات الجسيمة.

  • للقاضي أن يطبق العقوبة الأشد بين النظامين، مما يؤكد على جدية الدولة في مكافحة هذه الظاهرة الإلكترونية.

كيف تثبت جريمة التحرش اللفظي؟

التحرش اللفظي، بطبيعته غير الملموسة، قد يكون من الأصعب إثباتًا مقارنة بالتحرش الجسدي، ولكنه ليس مستحيلاً على الإطلاق إذا تم التعامل معه بذكاء وسرعة.

  • التسجيل الصوتي أو المرئي: إذا كان التحرش يتم عبر الهاتف أو في مكان يمكن فيه التسجيل بشكل نظامي، فإن تسجيل ألفاظ الجاني هو أقوى دليل يمكن تقديمه للجهات المختصة.

  • شهادة الشهود: إذا وقع التحرش اللفظي في مكان عام أو مكان عمل بوجود أشخاص آخرين، فإن شهادتهم تعتبر دليلًا حاسمًا. من المهم الحصول على بيانات الشهود واستعدادهم للإدلاء بشهادتهم أمام الجهات الرسمية.

  • الرسائل النصية ورسائل التواصل الاجتماعي: إذا تبع التحرش اللفظي وجهاً لوجه أي تواصل كتابي من الجاني عبر الرسائل، فإن هذه الرسائل يمكن استخدامها كدليل يثبت نيته وسلوكه.

  • الإبلاغ الفوري: سرعة الإبلاغ عن الواقعة فور حدوثها تعزز من مصداقية الضحية. الإبلاغ عن طريق الاتصال بالرقم الموحد للجهات الأمنية (911) أو تطبيق “كلنا أمن” يجعل الواقعة مسجلة رسميًا بوقتها وتفاصيلها الأولية.

  • ملاحظة سلوك الجاني: يمكن للمحامي الماهر أن يستجوب الجاني بطريقة تكشف عن تناقضاته وتدفعه للاعتراف ببعض أجزاء الواقعة، وهو ما يمكن استخدامه كقرينة.

ما هي عقوبة الشروع أو التحريض على ارتكاب جريمة التحرش في المملكة العربية السعودية؟

لم يغفل المنظم السعودي عن معاقبة كل من يساهم في جريمة التحرش، حتى لو لم يرتكبها بشكل مباشر، وذلك لقطع دابر الجريمة من جذورها.

  • الشروع في الجريمة: الشروع هو البدء في تنفيذ فعل بقصد ارتكاب الجريمة إذا أوقف أو خاب أثره لأسباب لا دخل لإرادة الجاني فيها. يعاقب على الشروع في جريمة التحرش بما لا يتجاوز نصف الحد الأعلى للعقوبة المقررة للجريمة الكاملة.

  • التحريض على الجريمة: المحرض هو من يحمل شخصًا آخر على ارتكاب الجريمة. إذا قام شخص بتحريض غيره على ارتكاب جريمة تحرش، ووقعت الجريمة بناءً على هذا التحريض، فإنه يعاقب بنفس عقوبة التحرش في السعودية المقررة للفاعل الأصلي.

  • الاتفاق والمساعدة: كل من اتفق مع غيره على ارتكاب الجريمة، أو ساعد الفاعل بأي طريقة كانت مع علمه بنيته (كأن يراقب له الطريق مثلاً)، فإنه يعد شريكًا في الجريمة ويعاقب بنفس عقوبة الفاعل الأصلي.

  • إن معاقبة المحرض والشريك تهدف إلى تفكيك أي بيئة قد تشجع أو تسهل ارتكاب هذه الجرائم، وتؤكد على المسؤولية الجماعية في التصدي لها.

ما هي التزامات الجهات المعنية في المملكة للوقاية من التحرش؟

ألقى نظام مكافحة جريمة التحرش بمسؤوليات واضحة على عاتق الجهات الحكومية والخاصة لوضع آليات تمنع وقوع الجريمة داخل أسوارها.

  • ألزم النظام جميع الجهات في القطاعين الحكومي والخاص بوضع التدابير اللازمة للوقاية من التحرش ومكافحته في إطار بيئة العمل.

  • يشمل ذلك وضع سياسة واضحة ومكتوبة لمكافحة التحرش، وتعريف الموظفين بها، وتوضيح الأفعال التي تعد تحرشًا.

  • يجب على هذه الجهات إنشاء آلية داخلية واضحة وسرية لتلقي الشكاوى من ضحايا التحرش والتحقيق فيها، مع ضمان حماية المشتكي والشهود من أي ضرر أو انتقام.

  • يجب على جهات العمل القيام بحملات توعوية وتدريبية بشكل دوري لتعزيز ثقافة بيئة العمل الآمنة والمحترمة.

  • في حال ثبوت حالة تحرش داخليًا، يجب على جهة العمل اتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة بحق الجاني وفقًا لنظام العمل ولوائحها الداخلية، وهذا لا يمنع الضحية من تقديم بلاغ للجهات الأمنية للمطالبة بتطبيق عقوبة التحرش في السعودية.

عقوبة التحرش في الواتس اب

تطبيق الواتس اب، بانتشاره الواسع، أصبح للأسف مسرحًا للتحرش الإلكتروني، وهو ما يتم التعامل معه بجدية تامة في النظام السعودي.

  • التحرش عبر الواتس اب يندرج بوضوح تحت تعريف “وسائل التقنية الحديثة” المذكور في نظام مكافحة جريمة التحرش.

  • إرسال رسائل أو صور أو مقاطع فيديو أو ملصقات أو حتى رسائل صوتية ذات مدلول جنسي وغير مرغوب فيها عبر الواتس اب، يعتبر جريمة تحرش كاملة الأركان.

  • تعتبر المحادثات المسجلة في الواتس اب (سكرين شوت) دليلاً وقرينة قوية جدًا يمكن تقديمها للنيابة العامة والمحكمة.

  • تنطبق على هذه الجريمة عقوبة التحرش في السعودية التي قد تصل إلى السجن خمس سنوات وغرامة 300 ألف ريال، بالإضافة إلى العقوبات المقررة في نظام مكافحة جرائم المعلوماتية.

عقوبة التحرش باللمس في السعودية

التحرش باللمس هو الشكل الجسدي للتحرش، ويعتبر من أكثر الأشكال انتهاكًا لحرمة جسد الضحية، ولذلك فإن عقوبته غالبًا ما تكون مشددة.

  • أي لمس متعمد وغير مرغوب فيه لأي جزء من جسد الضحية، ويكون له دلالة جنسية، يعتبر جريمة تحرش باللمس.

  • تتراوح شدة الفعل من اللمس البسيط فوق الملابس، إلى الأفعال الأكثر جسامة، ويأخذ القاضي شدة الفعل في الاعتبار عند تقدير العقوبة.

  • غالبًا ما تميل المحاكم إلى تطبيق الحد الأعلى من العقوبة في قضايا التحرش باللمس، خاصة إذا اقترنت بظروف مشددة كأن تكون الضحية طفلة.

  • إثبات هذا النوع من التحرش يعتمد بشكل كبير على شهادة الشهود، وكاميرات المراقبة في مكان الواقعة، والإبلاغ الفوري الذي يتيح القبض على الجاني متلبسًا أو بالقرب من مكان الحادث.

رقم مكافحة التحرش بالسعودية

وفرت الجهات الأمنية في المملكة قنوات متعددة وسريعة للإبلاغ عن جرائم التحرش، لضمان سرعة الاستجابة وحماية الضحايا.

  • الرقم الموحد للعمليات الأمنية (911) في مناطق مكة المكرمة والرياض والشرقية، و(999) في باقي مناطق المملكة، هو الرقم الرئيسي للإبلاغ عن أي جريمة تقع في الحال.

  • تطبيق “كلنا أمن” هو تطبيق ذكي على الهواتف الجوالة، يتيح للمواطن والمقيم رفع بلاغ أمني مصور أو مكتوب بشكل فوري، ويتم تحديد الموقع الجغرافي للبلاغ تلقائيًا، وهو وسيلة فعالة جدًا للإبلاغ عن التحرش.

  • يمكن للضحية أيضًا التوجه مباشرة إلى أقرب مركز شرطة لتقديم بلاغ رسمي وتدوين أقوالها.

  • السرعة في استخدام هذه القنوات تزيد من فرصة القبض على الجاني وتوثيق الأدلة، وتعتبر خطوة أولى وحاسمة في طريق الحصول على عقوبة التحرش في السعودية التي يستحقها الجاني.

عقوبة التحرش الإلكتروني في السعودية

التحرش الإلكتروني هو مصطلح واسع يشمل كافة أشكال التحرش التي تتم عبر الفضاء الرقمي، ويتعامل معه النظام السعودي بتشريعات متخصصة ورادعة.

  • يشمل التحرش الإلكتروني كل الأفعال التي تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر، انستغرام، سناب شات، فيسبوك)، وتطبيقات المراسلة (واتس اب، تليجرام)، والبريد الإلكتروني، والمنتديات الإلكترونية، وألعاب الفيديو عبر الإنترنت.

  • كما ذكرنا، يخضع هذا النوع من التحرش للعقوبة المزدوجة بموجب نظام مكافحة جريمة التحرش ونظام مكافحة جرائم المعلوماتية.

  • يتميز التحرش الإلكتروني بأنه يترك أثرًا رقميًا (بصمة رقمية) يمكن تتبعه، مما يجعل إثباته أسهل من التحرش اللفظي وجهًا لوجه إذا تم التعامل مع الأدلة بشكل صحيح.

  • يُنصح دائمًا بعدم حذف الرسائل أو المحادثات التي تحتوي على التحرش، وأخذ لقطات شاشة (سكرين شوت) لها، والتوجه بها إلى محامٍ متخصص، مثل مكتب فيصل الحارثي، الذي يعرف كيفية تقديمها كدليل مقبول نظامًا.

أشكال التحرش الإلكتروني

تتعدد صور وأشكال التحرش في العالم الرقمي، ومن المهم معرفتها للتمكن من تحديد الفعل وتجريمه.

  • إرسال رسائل أو تعليقات غير مرغوب فيها تحتوي على إيحاءات جنسية أو ألفاظ بذيئة.

  • إرسال صور أو مقاطع فيديو إباحية أو خادشة للحياء.

  • إنشاء حسابات وهمية شخص ما واستخدامها لمضايقة الآخرين أو الإساءة لسمعة الضحية.

  • الابتزاز الإلكتروني، وهو تهديد الضحية بنشر صور أو معلومات خاصة بها إذا لم تستجب لمطالب الجاني الجنسية أو المادية.

  • الملاحقة الإلكترونية، وهي المراقبة المستمرة لنشاط الضحية على الإنترنت وملاحقتها بالرسائل والتعليقات بشكل متكرر ومزعج.

  • نشر الشائعات أو المعلومات الكاذبة عن الضحية بهدف الإضرار بسمعتها وعلاقاتها الاجتماعية.

عقوبة المعاكسة في السعودية

المعاكسة، خاصة في الأماكن العامة أو عبر الهاتف، تعتبر من الأفعال التي تدخل ضمن نطاق جريمة التحرش إذا كانت تحمل في طياتها مدلولًا جنسيًا أو تخدش حياء الطرف الآخر.

  • إذا كانت المعاكسة مجرد ألفاظ عابرة لا تحمل إيحاءً جنسيًا، فقد تعتبر مخالفة إدارية تستوجب التوقيف والتعهد.

  • أما إذا تضمنت المعاكسة ألفاظًا بذيئة، أو إصرارًا وملاحقة، أو إيحاءات جنسية واضحة، أو طلبًا لفعل غير مشروع، فإنها ترتقي لتكون جريمة تحرش كاملة.

  • عقوبة التحرش في السعودية تنطبق على المعاكسة التي تتجاوز حدود اللياقة وتدخل في دائرة خدش الحياء والتعرض للآخرين، ويخضع تقدير ذلك لسلطة جهات التحقيق والمحكمة.

  • تطبيق “كلنا أمن” وسيلة فعالة جدًا للإبلاغ عن حالات المعاكسة والملاحقة في الأماكن العامة، حيث يمكن تصوير الشخص أو مركبته وإرسال بلاغ فوري.

إن التعرض لجريمة التحرش، بأي شكل من أشكالها، هو تجربة قاسية ومؤلمة تترك ندوبًا عميقة. ولكن الصمت ليس خيارًا، فالنظام في المملكة العربية السعودية وُجد ليحميك، والقانون في صفك. الخطوة الأولى والأهم نحو استعادة حقك وكرامتك تبدأ بالاستشارة القانونية الصحيحة من مصدر موثوق وخبير.

في مكتب فيصل الحارثي للمحاماة، نؤمن بأن لكل ضحية صوتًا يجب أن يُسمع، وحقًا يجب أن يُسترد. فريقنا من المحامين المتخصصين في القضايا الجنائية وقضايا التحرش يمتلك الخبرة والمعرفة العميقة للتعامل مع هذه القضايا الحساسة بكل احترافية وسرية تامة. نحن هنا لنقدم لك الدعم الكامل، ونرشدك عبر كل خطوة من خطوات الإبلاغ والتقاضي، ونعمل بكل ما أوتينا من قوة لضمان أن ينال الجاني عقوبة التحرش في السعودية التي يستحقها.

لا تتردد، ولا تسمح للخوف بأن يمنعك من المطالبة بحقك. اتصل بنا اليوم.

للتواصل المباشر مع مكتب فيصل الحارثي للمحاماة:رقم الهاتف: ‎+966 54 124 4411

التعليقات معطلة.